[ فكر جديد وتقنيات حديثة في 16 مدرسة تجريبية في الضفة وغزة تفكير – تكنولوجيا ]


السبت 1 / 11 / 2025 - 03:59 صباحاً
         
فكر جديد وتقنيات حديثة في 16 مدرسة تجريبية في الضفة وغزة تفكير – تكنولوجيا
نيربا للإنتاج الجرافيكي - م. عارف الحسيني - الأربعاء 24 / 04 / 2013 - 10:37 صباحاً
كيف يمكن ان تتميز التكنولوجيا في المدارس دون بناء ملكات التفكير المنطقي والنقدي؟

راودني هذ السؤال على مدار سنوات، وتبعه ايضا العديد من الاسئلة، مثل: هل مشكلة توظيف التكنولوجيا بالتعليم هي فقط عدم وجود اجهزة حاسوب كافية في المدارس؟ وهل لم نتمكن من تطبيق امتحان عملي في التكنولوجيا لطلبة الثانوية العامة فقط لأن المدارس غير مجهزة بالحواسيب الكافية؟

بعد عشر سنوات من العمل اليومي في هذا القطاع والاحتكاك المباشر بالنظام التعليمي والكوادر العاملة وايضا مع الطلبة وبعد الاطلاع على التوجهات والتحديات، استطيع الاجابة بكل وضوح وصراحة بأن المشكلة المادية ليست المشكلة الأساسية.

وفي لحظة من الخيال الجامح ادعوكم للافتراض ان جميع مدارس فلسطين مجهزة بأحدث الحواسيب وايضا موصولة بأقصى سرعات الانترنت، واننا استوردنا افضل مناهج تعليم التكنولوجيا والحاسوب من افضل البلدان وترجمناها وعدلناها لتلائم ثقافتنا، هل حينها سوف تختلف الصورة ونغدو بعد عدة سنوات من التطبيق في الصف الاول تكنولوجيا؟

اكاد اجزم انه لن يتغير شيء جذري! والمشكلة الأساسية في رأيي تكمن في شح مهارات التفكير العليا لدى الطلبة والخلل في تدريبهم على مهارات التفكير من مراحلهم التعليمية الاولى.



ان هدف التكنولوجيا العام هو حل مشاكل لتسهيل حياة الانسان، كيف يمكننا حل المشاكل دون امتلاك قدرات التفكير المنطقي المتسلسل والتحليل الدقيق للواقع؟ وكيف يمكن ذلك دون التدرب على الصبر حتى ايجاد الحل، ومهارة التفكير المسبق، ورصد الاحتمالات وتصنيفها ودراستها وغيرها من المهارات الضرورية؟والتي في النهاية نتيجتها هي ما يسخّر التكنولوجيا لخدمتنا ونقصانها يسخّرنا نحن لاستهلاكها.

انطلاقا من التجربة والفهم الذي تبلور عبر التجارب التراكمية المختلفة، قررنا في مؤسسة النيزك ان نأخذ هذا التحدي على عاتقنا وبادرنا الى تأسيس برنامج نوعي باسم "تفكير-تكنولوجيا"  لرعاية الإبداع التكنولوجي التربوي وتوظيف التكنولوجيا بالتعليم  وهو يهدف الى وضع نموذج فلسطيني فعال وقابل للتعميم لكيفية دمج وتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية في المدارس، يعمل البرنامج الذي اطلق بالشراكة مع مؤسسة التعاون ووزارة التربية ووكالة الغوث وايضا انضمت اليه مدارس الفرندز على أربعة محاور أساسية وهي، البيئة التعليمية الحسية والالكترونية، تنمية مهارات الطلبة التفكيرية  في مراحلهم المختلفة، ورفع كفاءة المعلمين/ات وتعزيز استخداماتهم للتكنولوجيا، وايضا رفد مخزون الموارد المعرفية الالكترونية والحسية المتوفرة في المدارس بنماذج عملية ابداعية.

من خلال البرنامج يتم العمل على تطوير شامل لمسار تعليم التكنولوجيا في ثلاث لمدارس (كعينة اولى) بما يشمل البنية التحتية وبناء القدرات وتطوير كامل من خلال العمل اليوميي والمتواصل لإنشاء النموذج الفلسطيني لتوظيف التكنولوجيا ودمجها في المسيرة التعليمية .

وحتى يصبح من الممكن تعميم التجربة على المدارس يجب ان تكون الاخيرة جاهزة لاستقبالها، لذلك  تم تجهيز البنى التحتية والمعرفية  في 13 مدرسة (3 غزة -وكالة و 10 ضفة غربية)  من خلال انشاء مختبر تكنولوجي نموذجي في كل مدرسة وتدريب الطاقم على الاستخدام الامثل والصيانة وذلك لتعليم المنهاج الدراسي الحالي ولتكون هذه المدارس جاهزة لتنفيذ النموذج الذي سوف يعمم من المستورى الاول. مختبر التكنولوجيا الذي تم تطويره  هو ليس مختبر حاسوب فقط، بل هو مختبر نشاطات تكنولوجيا تتوفر فيه جميع التجهيزات الكفيلة بتلبية احتياجات تعليم مادة التكنولوجيا الحالية والمستقبلية في المدارس، بحيث تلبي كل محطة عمل المحاور الرئيسية التالية : الحاسوب والبرمجيات، التصاميم الهندسية والتطبيقات (رسم حر وهندسي) ، والالكترونيات، والاتصالات، وتكنولوجيا المنشآت والعمارة، والروبوت التعليمي وبرمجة وحدات التحكم  المركزي. كما ويحوي كل مختبر على تجهيزات تؤهله لإنجاز مشاريع علمية طلابية.

يعتمد نجاح البرنامج وايضا مدى استغلال وتشغيل المختبرات التكنولوجية على رغبة المعلم واستعداد النظام التعليمي للاستثمار به، وهذا ما لا يمكن لأي مورد مالي تحقيقه بل يبنى تدريجيا في مسيرة بطيئة وغير قابلة للتراجع، وهذا ما نستثمر به ليصبح التعليم التكنولوجي التفاعلي حقيقة واقعة.

مؤسس ومدير عام مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي

المصدر

زيارات تعليقات
تقييمات : [1]
2783 0
عرض الردود
شاركنا رأيك

أدخل ناتج جمع العددين 3 و 4



النشرة البريدية

         


الحقوق محفوظة شركة نيربا للإنتاج الجرافيكي ©

Site Go 3.0